الوقت بدى يجري بطريقة مختلفة لمالك، كأنه يعيش في عالم جديد، عالم فيه سيرين هي المحور. الأيام الأولى كانت كيف حلم، كل لقاء بينهم كان عنده نكهة خاصة، كلامهم كان فيه عمق، فيه ضحك، وأحيانًا سكوت يقول أكثر من الكلام.
لكن الواقع، كيف العادة، ما يحبش يبقى بعيد. مع مرور الوقت، بدات نظرات الناس تتغير، والهمسات تكثر. مالك حس إنو الحكاية ما عادش تخصه هو وسيرين وحدهم.
نهار، وهو جالس مع صاحبو أيمن في القهوة، لاحظ كيف بعض الشباب يتلفتو ليه ويضحكو بصوت واطي. حاول يتجاهل، أما صوت واحد منهم وصله واضح:
“ياخي مالك مسكين ولا شنو؟ حتى بعد ما عرف الحقيقة، ما حبش يفيق!”
تجمد للحظة. الحقيقة؟ شنو يقصد؟ التفت لأيمن، لكن صاحبو عمل روحو ما سمع شي.
“أيمن، شنو يقصد هذا؟” سأله بصوت بارد.
أيمن تزرب في شرب قهوتو، تردد شوية، ومن بعد قال:
“مالك… يمكن لازم تعرف حاجة على سيرين.”
القلب اللي كان عامر بالشجاعة، حس فجأة بثقل غريب. هل كان يعيش وهم؟ هل فعلا ما يعرفش كل شيء؟
وقف بسرعة، حس روحو لازم يواجه سيرين قبل ما يسمع أي كلمة من غيرها. خرج يجري، والقلب يدق بقوة، مش خوف، بل خوف من الحقيقة اللي ممكن تقلب كل شيء.
وقت اللي عرف مالك إنو سيرين مخطوبة، حس كي الدنيا وقفت لحظة، كأنو الوقت تجمد والكلمات اللي سمَعها ما استوعبهمش مباشرة. القلب اللي كان عامر بالحب والأمل، حس بيه كيف طاح من فوق جبل عالي، والهبوط كان مؤلم برشا.
العيون متاعو واجهوا عيونها، يدور فيهم سؤال واحد: “علاش ما قلتليش من الأول؟”
أما صوتو ما خرجش، كأنو الحلق متاعو مربوط.
سيرين حاولت تفسر، لكن الكلمات خرجت متقطعة، مخلوطة بين الندم والحب والخوف: “مالك، نحبك، أما… الحكاية خرجت من يدي. الخطوبة كانت من قبل حتى ما نتقابلوا، والعائلة متاعي…”
مالك قاطعها، هالمرة بصوت هادي، أما كل كلمة كانت ثقيلة كيف الحجر: “وتحبيني نخسر قلبي على حاجة مستحيلة؟”
لحظة صمت طويلة وقعت بيناتهم، لحظة فيها كل شيء تبدل. الحب اللي كان يجمعهم، حسوه كيف خيط رقيق قاعد يتقطع، وما عاد بيدهم ما يصلحوه.
“سيرين، يمكن نحبك… أما الحب وحدو ما يكفيش.”
قالها، ثم استدار ومشى، وخلا وراه قلبين: واحد مكسور والثاني عالق بين الحب والواجب.
بعد اللي صار بين مالك وسيرين، حس قلبو ثقيل كيف صخرة. كل زاوية في رمادة تذكره بيها، كل طريق كانوا يمشوا فيه مع بعض ولا كأنه يحمل صدى ضحكتها. قرر يبدل الجو، قال في قلبو: “يمكن تونس تعاوني باش ننسى.”
شد الحافلة متاع الليل، وضوء القمر يعكس على وجهو وهو يتفرج في الظلام اللي يمر من ورا الشباك. وسط التفكير، حس كأنه قاعد يودّع جزء من حياتو.
وصل للتونس مع الفجر، المدينة كانت بدات تفيق، وصوت السيارات والناس عامل ضجة فيها حياة. مشى في شارع الحبيب بورقيبة، يحس بنسمة الصباح تلعب في شعره، يحاول يملأ قلبو بنشاط جديد. قرر يقعد في قهوة صغيرة على جنب الطريق، وين الكراسي الحمراء والطاولات المزخرفة تعطي المكان جو دافئ.
وقتها، لاحظ بنت قاعدة وحدها على طاولة مش بعيدة. شعرها الطويل كان مربوط في ضفيرة، وعينيها غارقين في كتاب. وجهها كان هادي أما عينيها فيهم حاجة تخليك تحب تعرف قصتها. صدفة، عيونهم تلاقاو للحظة قصيرة. هي ابتسمت بخفة، ومالك حس قلبو يدق بطريقة ما حسهاش من مدة.
هل مالك باش يتجرأ ويحكي معاها؟ ولا باش يخلي الفرصة تعدي؟
مرت الأيام ومالك كل مرة يلقى روحو في نفس القهوة، كأنه قلبو يقودو لهناك بلا ما يشعر. البنت، اللي اكتشف اسمها فيما بعد: ليلى، كانت ديما تقعد في نفس الطاولة، تقرأ كتاب وإلا تكتب في دفتر صغير. البداية كانت بنظرات سريعة، بعدها بكلمة “صباح الخير” خفيفة، حتى ولّت الحكايات تطول.
ليلى طلعت بنت عندها طموحات كبيرة، تحلم تولي كاتبة مشهورة. حديثها كان مليان شغف وكلماتها توصل للقلب. كل مرة تحكي، مالك يحس روحو ينجذب لها أكثر. من جهتها، ليلى لاحظت الحزن اللي مخبيه في عينيه، أما عمرها ما سألته عليه.
نهار من نهارات الربيع، لما الزهور بدأت تزين شوارع تونس، قرر مالك ياخذ خطوة كبيرة. اشترى وردة حمراء وحطها في كيس صغير. استناها في القهوة بنفس الوقت المعتاد، لكن قلبو كان يدق أسرع من العادة.
كي جات ليلى، ابتسم لها وقال:
ــ “تعرفي، من نهار اللي عينيا تلاقاو بعينك، حسيت قلبي بدا يكتب قصة جديدة… واليوم، حبيت نسألك: تحبيني نكون بطل الحكاية اللي باش نعيشوها مع بعض؟”
عينين ليلى تلمعوا، أما الضحكة اللي طلعت من قلبها جاوبت قبل حتى ما تنطق بكلمة. وبصوت دافيء، قالت:
ــ “وأنا ما كنتش نستنى حد آخر باش يكمل قصتي.”
مالك حط الوردة قدامها، وهي خذات بيدها اليمنى، أما باليسرى مسكت يدو، وكأنه وعد صامت بين قلوبهم اللي أخيرًا لقوا بعضهم.
مرت الأسابيع بسرعة، ومالك وليلى قرروا يعملوا حفل خطوبة صغير، يجمعوا فيه العايلة والأصحاب. اختاروا قاعة بسيطة في ضواحي تونس، مزينة بأضواء دافئة وزهور بيضاء وزهرية تعطي جو رومانسي. ليلى لبست قفطان تونسي باللون الوردي الفاتح، مزين بخيوط ذهبية تعطيها أناقة كلاسيكية، ومالك اختار بدلة رمادية أنيقة، كأنهم مشهد من رواية حب.
مع صوت الزكرة والطبال، دخلوا بين الناس، ووجوههم تنور بالفرحة. أم مالك دموعها كانت مزيج بين الفرحة وفخرها بولدها، وأم ليلى كانت تتفرج في بنتها بعينين مليانين بالحب.
كي جا وقت تبادل الخواتم، مالك مسك يد ليلى برفق وهمس لها:
ــ “من نهار اللي شفتك، حسيت قلبي رجع يدق من جديد. اليوم، نوعدك اللي حبنا باش يكون بداية جديدة، وما عادش باش نخلي الماضي يرجع يوجعني. انتي قصتي، وحاضري، ومستقبلي.”
ليلى ابتسمت وعيونها تدمع من الفرحة وقالت:
ــ “وإنت اللي كتبتلي أجمل فصل في حياتي. نوعدك اللي باش نبقى ديما بجنبك، كيف الظل اللي ما يفارق صاحبو.”
في وسط تصفيق الناس وزغاريت النساء، لبسوا خواتمهم، وكأنهم ختموا وعدهم للابد. وبعد الخطوبة، بدات التحضيرات للعرس، اللي قرروا يعملوه في تطاوين، باش يشاركوا الفرحة مع أهل مالك.
مرت سنة على زواج مالك وليلى، وحياتهم كانت مليانة حب وتفاهم. مالك لقى في ليلى مش بس زوجة، بل صديقة وسند، وهي بدورها حسّت بروحها آمنة بين يديه. لكن، كيما يقولوا: “القدر ساعات يحب يرجّع صفحات الماضي، حتى كيف نحاولوا ننسوها.”
نهار شتوي، المطر كان ينزل خفيف على شوارع تطاوين. مالك كان في المقهى مع أصحابه، يحكي ويضحك، حتى لمح من بعيد طيف وجه يعرفه مليح. في اللحظة الأولى، قلبه دق بقوة، لكنه ظن إنه يتخيل. أما كي قربت الخطوات، مافماش شك… كانت سيرين.
وقفت قدامه بعينين فيها مزيج بين الشوق والندم. اللحظة كانت ثقيلة، كأن الماضي رجع بكل تفاصيله. مالك حس بروحو يتجمد، أما بسرعة افتكر حياته الجديدة، وقرر يثبت قلبه.
ــ “السلام، مالك. ما توقعتش باش نلقاك هنا.” قالت سيرين بصوت فيه رجفة.
مالك جاوبها بهدوء، لكن نبرة صوته كانت جامدة:
ــ “السلام، سيرين. شتعمل هنا؟”
سيرين خذات نفس عميق وقالت:
ــ “رجعت للبلاد بعد ما فسخت خطوبتي. حاولت ننسى، أما… قلب الإنسان ما ينجمش يتحكم فيه بسهولة. حبيت نعرف… نعرف إذا مازال في قلبك مكان ليّا.”
الكلمات هزت مالك، أما عينيه تذكرت وجه ليلى، ضحكتها، وصوتها اللي كان ديما سند ليه. وقف من كرسيه، وقابل عيون سيرين وقال بكل وضوح:
ــ “سيرين، الماضي خليناه ورا ظهرنا. اليوم، عندي زوجة نحبها، وحياة بنيتها على الحب والصدق. حتى كيف كان قلبي في وقت من الأوقات يتمنى وجودك، اليوم ماعادش ينجم يشوف غير وجه واحد… وجه ليلى.”
دموع خفيفة لمعت في عيون سيرين، أما هزت راسها بابتسامة حزينة وقالت:
ــ “كنت نعرف الإجابة… أما كان لازم نسمعها من فمك. نتمنى لك السعادة، مالك… تستاهلها.”
دارت ومشات بين قطرات المطر، تاركة وراءها آخر فصل من قصة انتهت. ومالك، وقف لحظة يتأمل، ثم ابتسم، لأنه عرف إنه اختار الطريق الصحيح.
الليالي تعدات، أما النار اللي في قلب سيرين ما طفاتش.
بعد ما بعدت على مالك، ما نجمتش تنسى كيفاش حياتها تقلبت بسبب ليلى، المرأة اللي دخلت بيناتهم وخذات مالك. الحب اللي كان يجمعهم ولى ذكرى، أما في قلب سيرين، الوجيعة تبدلت لرغبة في الانتقام.
في ليلة مظلمة، وهي قاعدة وحدها في غرفتها، عينينها كانوا يلمعوا بنظرة مختلفة. مسكت تليفونها، قلبت في الصور حتى وصلت لصورة ليلى يوم عرسها مع مالك.
“ظنيت روحك ربحت؟ لا، الحكاية ما كملتش…” همست بصوت خافت، وابتسامة خفيفة رسمت على وجهها.
•••
النهار الثاني، سيرين بدات تحرك خيوطها. كانت تعرف إنو ليلى تخدم في شركة كبيرة في العاصمة، وعندها سمعة باهية بين الناس. قررت تبدأ خطتها باللعب على نقطة ضعفها: سمعتها.
بمساعدة صديقة ليها تخدم في نفس الشركة، بدات تنشر إشاعات صغيرة على ليلى، حاجات بسيطة أما كافية باش تشوه صورتها قدام زملائها. في نفس الوقت، سيرين بعتت لمالك رسالة مجهولة المصدر:
“مش كل حاجة تشوفها بعينك هي الحقيقة… اسأل مرتك شكون كانت قبل ما تلبس قناع المثالية.”
مالك، كيف قرا الرسالة، قلبو تقلّب. صحيح كان يحب ليلى، أما الماضي متاعو مع سيرين خلاه يشك في كل حاجة بسهولة.
•••
الأسابيع مرت، والإشاعات بدات توصل حتى لليلى. وين تمشي تحس بنظرات الناس، والهمسات ما تسكتش. حتى في الدار، مالك تغير معاها، نظراتو ما عادتش كيف العادة.
ليلى حاولت تفهم شنو قاعد يصير، أما كل ما تسأل، تلقى الأجوبة غامضة.
“مالك، شبيك تبدلت؟” سألته في ليلة، وهي تحاول تقرأ عينيه.
“انتي اللي لازم تجاوبيني… شكون اللي بعت الرسالة؟ وعلاش يقولوا إنك تخبي حاجات عليا؟”
ليلى تجمدت في بلاصتها. ما كانت تعرف شنوة تحكي، لأن الحقيقة اللي تخبيها، لو تخرج، تنجم تهدم كل شيء.
أما في الظل، سيرين كانت تراقب من بعيد، وكل ابتسامة خفية في وجهها كانت تقول: “هذا كان البداية… الانتقام ما زال متكملش.”
مرت الأسابيع، وسيرين ولات تحس بنشوة الانتصار. الإشاعات دمرت سمعة ليلى، ومالك ولات عنده شكوك كبيرة فيها. أما الحاجة اللي ما كانتش حاسبتها، هي إنو القدر عندو خطط أخرى.
في ليلة، سيرين تلقت رسالة مجهولة المصدر، بنفس الأسلوب اللي استعملته مع مالك:
“ما تفرحش برشة، لأنو الماضي متاعك ما ماتش… حدرك، الانتقام ما يرجع كان على صاحبو.”
قلبها بدا يدق بسرعة، عرق بارد عدا على جبينها. شكون يعرف؟ كيفاش؟ هل ليلى شكت وبدات ترد الفعل؟ ولا حد آخر دخل في اللعبة؟
نهار بعد نهار، سيرين بدات تحس إنو فما حاجة غلط. تحس بنظرات غريبة في الخدمة، تسمع همسات كي تدخل في بلاصة، وحتى دارها تعرضت لمحاولة اقتحام، أما من غير ما يتسرق منها شيء.
في ليلة، وهي راجعة للدار، لقات باب شقتها محلول. قلبها وقف. دخلت بشوي، تلقى البيت مضوّى، وعلى الطاولة صورة قديمة ليها هي ومالك، مكتوب عليها:
“مشيت بعيد برشة، صح؟ أما نحب نقلك، اللعب بالنار ينجم يحرقك قبل غيرك.”
سيرين تراجعت لوراء، أما فجأة، حسّت بوجود شخص وراها. التفتت، وعينيها توسّعت من الصدمة… الشخص اللي كان واقف قدامها هو آخر حد كانت تتوقع تشوفو.
مالك، بعينين فيها غضب ممزوج بالخيانة، قال بصوت بارد:
“توا جا وقت الحساب، سيرين.
سيرين وقفت متجمدة قدام مالك، تحاول تفهم كيفاش عرف بكل شيء. قلبها يدق بقوة، أما ما وراهاش خطوة.
“مالك… شنو اللي جابك لهنا؟” نطقت بصوت مهزوز.
ضحك ضحكة باردة وقال: “حبيت نجي نقلك شخصيًا… عرفت كل شيء.”
سيرين ابتلعت ريقها بصعوبة، تحاول تحافظ على هدوئها، لكن عينيه كانوا يقولوا حاجة وحدة: النهاية قربت.
“انتي تعرف شكون دمر حياتي، مالك؟ تعرف شنوة عانيت من بعد ما بعدت عليا؟”
مالك قاطعها بنبرة صارمة: “وانتي تعرفي شنو عملت؟ حطمت حياة ليلى، لعبت بعقلي، خليتني نشك في مرتي… وكل هذا علاش؟ باش تشفي غليلك؟”
سيرين قرّبت منو خطوة، عينينها تملاهم الدموع: “على الأقل حسّيت شوية من الوجيعة اللي حسيتها أنا!”
لحظة صمت ثقيلة سادت المكان، قبل ما مالك يخرج ظرف صغير من جيبو ويرميه قدامها.
“هذا الدليل اللي يكشف كل شيء… المكالمات، الرسائل اللي بعتهم للناس باش يشوهوا سمعة ليلى، حتى الإشاعة اللي نشرتها عليها في الخدمة.”
سيرين توسعت عينيها من الصدمة، كيفاش قدر يجمع كل هذا؟ شكون ساعده؟
قبل ما تنطق بكلمة، مالك أضاف:
“لكن عندي ليك عرض… إما تمشي تعتذر قدام ليلى وتعترف بكل شيء، وإلا هذا الظرف باش يمشي للشرطة، والفضيحة باش توصل لداركم.”
سيرين شعرت بقشعريرة تمر في جسدها. كانت تحس روحها قوية، لكن الآن… كانت محاصرة.
“وإذا رفضت؟” تمتمت بصوت منخفض.
مالك قرّب منها، ونظر ليها نظرة خلت قلبها يسقط في بطنها:
“وقتها، باش تذوقي الانتقام اللي لعبت بيه، لكن مش على طريقتك… على طريقتي.
النهاية – عندما ينقلب السحر على الساحر
سيرين وقفت قدام مالك، عقلها يدور بألف فكرة. تعرف إنو الوقت فات على التراجع، أما فكرة الاعتراف مستحيلة بالنسبة ليها. كيفاش، بعد كل اللي صار، تنحني وتعتذر؟ لا، هذا مش خيار.
رفعت عينيها ليه، وحاولت تحافظ على برودها:
“وأنت، مالك، متأكد إنك تحب تلعب معايا اللعبة هذي؟”
مالك ضيق عينيه: “شنو تقصد؟”
ابتسمت سيرين ابتسامة خفيفة، لكن فيها نبرة تحدي:
“إذا مشيت للشرطة، ما تنساش إنك زادة كنت جزء من القصة. كيفاش باش تبرر شكوكا في مرتك؟ كيفاش باش تفسر للناس إنك صدقت إشاعات بلا دليل؟”
مالك شد أنفاسو. يعرف إنو كلامها صحيح… صحيح هي اللي حركت الخيوط، لكن هو زادة ما كانش بريء تمامًا. لحظة ضعفه، شكه، طريقته في معاملة ليلى… كل هذا ينجم يكون ضده.
سيرين قرّبت منه، وهمست:
“نحينا حساباتنا، مالك. ليلى رجعت ليك، وانتقامي تحقق جزئيًا. نجموا نكملوا في الطريق هذا، أما كلانا باش يخسر… ولا نوقفوا لهنا؟”
لحظات من الصمت مرت، قبل ما مالك يتنهد بعمق، يرمي الظرف على الطاولة، ويدور باش يخرج.
قبل ما يغادر، قال بصوت بارد:
“انسي كل شيء، سيرين. وما تفكّرش حتى تعاودي نفس الشيء، خاطر المرة الجاية… ما باش نكونش رحيم.”
خرج وأغلق الباب خلفه.
سيرين وقفت وحدها، تنظر للظرف، تفكر في كل شيء. هل حقًا ربحت؟ هل هذا كان الانتقام اللي تحلم بيه؟
تنهدت، جلست على الكنبة، وأغمضت عينيها. لأول مرة منذ مدة، ما كانتش تحس لا بالغضب، لا بالحقد… فقط، فراغ كبير.
أدركت، ولو متأخرة، أنو بعض المعارك، حتى كان نربحوها، تخلينا نخسر جزء من روحنا




+ لعبة بناء قصة عشوائية أو سيناريو أو مسرحية
يتطوع المشارك الأول بوضع قواعد اللعبة مثال البداية ببعض الكلمات العشوائية وعلى باقي المشاركين التطوير في بناء قصة أوسيناريو أو مسرحية مترابطة -كل مشارك يعمل على التحسين